العالم العربي على الإنترنت 2014
تفاصيل
تخوض المنطقة العربية غمار تحديات تنموية متصاعدة، تترافق مع تحولات تلعب التكنولوجيا فيها دورًا أساسياً، ما ترك أثرًا بالغاً على اقتصاداتها ومجتمعاتها ونماذج الحوكمة فيها. وخلال العقد الفائت، أدرك عدد متزايد من البلدان العربية أن “الاقتصاد المعرفي”، الذي يغذيه توفر البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتبني الواسع لها من قبل المجتمع، يلعب دورًا رئيسياً في النمو الاقتصادي وتنمية المجتمع. كما خلق التزايد المستمر للاتصال بالإنترنت في المنطقة العربية، والاعتماد واسع النطاق على تقنيات الهاتف الجوال، آفاقاً جديدة لريادة الأعمال والتوظيف في منطقة تواجه تحديات اقتصادية وتنموية هائلة. وقد عززت هذه التوجهات دائمة التغير في اعتماد تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، من جدوى توفير الخدمات من خلال وسائط جديدة. فقد زودت هذه التوجهات الأعمال والحكومات، على حد سواء، بقنوات جديدة للوصول إلى العملاء والمواطنين والأسواق بطرق مبتكرة. وكنتيجة مباشرة، اقترنت هذه التحولات بنماذج “ذكية” ناشئة من طرق التفاعل بين الحكومة والمواطن. وعلى هذا النحو، باتت كتلة كبيرة من سكان العالم العربي، سواء على صعيد الدول بمفردها أو على المستوى الإقليمي، تتمتع بإمكانية النفاذ إلى الخدمات والمعلومات بطرق أكثر فعالية وأجدى اقتصادياً، مما أعاد صياغة النماذج الاقتصادية والاجتماعية في هذه البلدان. تشير أبحاثنا إلى أن أكثر من 135 مليون فرد يستخدمون الإنترنت حالياً في البلدان العربية ال 22 . ويقترن هذا مع معدل انتشار للأجهزة الجوالة يبلغ نحو % 110 على المستوى الإقليمي؛ وأكثر من 71 مليون مستخدم نشط لتقنيات التواصل الاجتماعي.
أعدّ برنامج الحوكمة والابتكار في كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية هذا التقرير في نسخته الثانية، بالشراكة مع شركة بيت دوت كوم، لمتابعة دراسة توجهات استخدام الإنترنت والأجهزة الجوالة في المنطقة العربية. وتهدف هذه السلسلة من البحوث إلى تزويد صّناع السياسة وقادة الأعمال والمؤسسات التنموية بمعلومات محدّثة عن توجهات الاستخدام في “مشهد رقمي” دائم التغيّر في العالم العربي.