من المجلس إلى "الوسم": جلسة العصف الذهني الإماراتي إشراك المواطنين باستخدام وسائل الإعلام الاجتماعي
تفاصيل
شهدت جزيرة صير بني ياس، التي تبعد مائة كيلومتر عن شواطئ العاصمة أبوظبي، فعاليات الخلوة الوزارية التي عُقدت لأعضاء مجلس الوزراء الذين اجتمعوا في ظل أجواء غير رسمية على مدار يومين في نهاية العام 2013 . تناولت “الخلوة الوزارية” نتائج المبادرات التي تمخضت عنها “جلسة العصف الذهني الإماراتي” التي تعد أول مبادرة وطنية من نوعها تستخدم التقنيات الحديثة لإشراك المواطنين والتواصل معهم في الدولة.
هدف القائمون على المبادرة إلى تحقيق غايات طموحة فيما يتعلق بإجراءات جلسة العصف الذهني ونتائجها، ألا وهي إشراك المواطنين من خال استخدام وتوظيف وسائل التقنية الحديثة لتطوير قطاعي التعليم والصحة في دولة الإمارات. ويعتبر قطاعي التعليم والصحة من القطاعات الحيوية التي واجهت تحديات مستمرة مقارنة بأداء الدولة القوي عالمياً في المؤشرات التنموية الأخرى.
وبالنظر إلى التنوع في نسيج المجتمع في دولة الإمارات، ثمة حاجة للتوصل إلى حلول مبتكرة أولًا لتحديد التحديات التي تواجه مختلف شرائح المجتمع، ومن ثم العمل على الخروج بمجموعة من الحلول الملائمة والشاملة. فعلى مدار العقد الماضي، تبنت الحكومة خيارات عدة منها إطاق حزمة من المبادرات التنموية، واستحداث هيئات جديدة، وضخ استثمارات في هذين القطاعين حيث شهدا تحسينات تراكمية
محدودة. وأصبح جلي للحكومة أنه لكي يتسنى لها إحداث قفزات تنموية كبيرة في جودة الخدمات في كلا القطاعين، يجب إشراك مختلف شرائح المجتمع في دولة الإمارات، وتمكينهم من المشاركة في مراحل وضع السياسات وإعادة تصميم الخدمات وتحسينها.
وعلى مدار عقود من الزمن، درج في دولة الإمارات أسلوب غير رسمي للمشاركة والتواصل عرف باسم “المجلس”، حيث يتفاعل المواطنون مع المسؤولين بغية تسليط الضوء على المشاكل والقضايا الحيوية التي تواجههم في المجتمع من خال الحضور جلسات المجلس والتي تكون فيها دعوة الحضور مفتوحة. وحتى وقت قريب، لم توجد في دولة الإمارات إجراءات رسمية أو غير رسمية تتيح لقطاعات واسعة من الجمهور التواصل مباشرة وبشكل منهجي مع الحكومة، إضافة إلى عدم قدرتهم على المشاركة بشكل مباشر في تصميم الخدمات الحكومية أو توفيرها.
وقد تبنت الحكومة على أعلى مستوى مقترح العصف الذهني كأول منصة لإشراك المواطنين والتواصل معهم من خال الاستفادة من التقنيات الحديثة. فقد استفادت مبادرة “جلسة العصف الذهني الإماراتي” بشكل كبير من بنية تقنية المعلومات والاتصالات الحديثة لدى الدولة وأيضاً القبول الاجتماعي لدي شرائح المجتمع لاستخدام هذه التقنيات ولاسيما شبكات الإعام الاجتماعي بغية العمل على الخروج بمجموعة من الحلول والأفكار لتعزيز جودة الخدمات في كلا القطاعين. وقد شارك آلاف الأشخاص في الدولة من كافة أطياف المجتمع طواعية بأكثر من 82 ألف فكرة وحلول مبتكرة مستخدمين مختلف قنوات الإعام الاجتماعي، إذ تناولت العديد من هذه الأفكار مختلف التحديات التي تواجه قطاعي الصحة والتعليم في الدولة ومقترحات جديدة للتغلب على هذه التحديات.
وفي ظل التركيز على استخدام وسائل الإعام الاجتماعي في عملية إشراك المواطنين في التصميم المشترك للخدمات العامة وإنتاجها، تهدف دراسة الحالة إلى توثيق مراحل تنفيذ جلسة العصف الذهني الإماراتي وتسليط الضوء على المبادرة التي تتبني التقنية المبتكرة لتعزيز التفاعل بين الحكومة والمواطن واستخلاص الدروس المستفادة محلياً وإقليمياً.