نظرة على الإعلام الاجتماعي في دولة الإمارات العربية المتحدة ٢٠١٤ تعزيز التواصل بين الحكومة والمواطن
تفاصيل
مع اقتراب عام 2014 من نهايته، واصل الإعلام الاجتماعي نموه السريع في العالم العربي، ليصل عدد المستخدمين في المنطقة إلى أكثر من 85 مليون مستخدم. وأظهرت الأبحاث التي أجراها برنامج الحوكمة والابتكار في كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية على مدار الأعوام الأربعة الأخيرة أن هذا النمو لم يكن مجرد نموا كميا. ولم يتوقف استخدام الإعلام الاجتماعي في المنطقة على الاستخدامات التقليدية الترفيهية والاجتماعية، بل تطور وتخطى هذه الاستخدامات ليلعب دوراً محورياً في المشاركة المدنية وتمكين الشباب والنساء وريادة الأعمال والتغيير المجتمعي.
كما قلب الإعلام الاجتماعي أيضاً التسلسلات الهرمية للمعلومات وتوازن القوة لتبادل المعرفة رأساً على عقب، مستحدثاً قنوات حوار ثنائية الاتجاه، ومسهماً في إشراك فئات المجتمع التي يصعب الوصول إليها. ويتمتع الإعلام الاجتماعي بالقدرة على تمكين الأصوات المهمشة من إنشاء وتوثيق ونشر رؤيتهم عن الأحداث الراهنة.
وبات الإعلام الاجتماعي، إلى جانب استخدامه من قبل الناس في مساعيهم الفردية والجماعية، يُستخدم من قبل الأعمال ويُدمج في المؤسسات الحكومية للتفاعل مع المواطنين. وفي هذا المضمار، تأتي دولة الإمارات العربية المتحدة في طليعة البلدان العربية في مجال استخدام التقنيات كوسائل الإعلام الاجتماعي في توفير الخدمات الحكومية، سواء بهدف إشراك المواطنين أو الابتكار أو التعاون فيما بين الجهات الحكومية. ومن الأمثلة على هذا "جلسة العصف الذهني في دولة الإمارات العربية المتحدة" عبر تويتر (Twitter)، التي أطلقها مؤخراً صاحب السموالشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة ، رئيس مجلس الوزراء،حاكم دبي، لحشد أفكار من الجمهور عن قضاياالرعاية الصحية والتعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة.
كما تتصدر دولة الإمارات العربية المتحدة التصنيفات الإقليمية على عدد من منصات الإعلام الاجتماعي كفيسبوك (Facebook) وتويتر ولينكدإن (LinkedIn)، وتواصل احتفاظها بأحد أعلى نسب الاستخدام في المنطقة في الأعوام الأربعة الماضية.
وفي ضوء ما سبق، ستتناول هذه الدراسة استخدام واتجاهات الإعلام الاجتماعي في دولة الإمارات في العام المنصرم، ضمن النطاق الأوسع لاستخدام الإعلام الاجتماعي في المنطقة وتأثيره على الحكومات العربية والمجتمع والحياة اليومية. وتعاون نادي دبي للصحافة مع برنامج الحوكمة والابتكار في كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية على إعداد هذه الدراسة، التي تنطلق من قاعدة الأبحاث التي أجراها البرنامج عن إمكانات الإعلام الاجتماعي في قيادة النمو الاقتصادي المجتمعي والتنمية في المنطقة العربية.