أولوية استراتيجية لسلامة الذكاء الاصطناعي: نحو إنشاء المعهد الإماراتي لأمن وسلامة الذكاء الاصطناعي
تفاصيل
تقف دولة الإمارات العربية المتحدة عند نقطة تحول حاسمة في مسيرتها نحو تطوير الذكاء الاصطناعي. فعلى الرغم من أن الدولة حققت تقدمًا كبيرًا في مجالات الابتكار وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، مدعومةً بشراكات استراتيجية، إلا أن هناك فجوة جوهرية ما زالت قائمة في تحويل هذه الإنجازات إلى ريادة عالمية في مجال أمن الذكاء الاصطناعي. يهدف هذا الموجز السياساتي إلى طرح مبررات تأسيس المعهد الإماراتي لأمن الذكاء الاصطناعي (AISI)، باعتباره أولوية وطنية عاجلة وركيزة استراتيجية تكمّل الدور المتعزز للإمارات كمحور للبنية التحتية للذكاء الاصطناعي في منطقة الشرق الأوسط.
وقد تعززت الاستثمارات الاستراتيجية للإمارات في مجال الذكاء الاصطناعي في منتصف عام 2025 من خلال اتفاقيات تاريخية مع الولايات المتحدة وضعت الإمارات في موقع ريادي عالمي في مجال بنية الذكاء الاصطناعي التحتية. فقد اتفقت الدولتان على استثمار 150 مليار دولار في هذه البنية التحتية، بما يشمل الوصول إلى أحدث أشباه الموصلات والتزامات أمنية ملزمة لمنع تسرب التكنولوجيا، وهو ما أوجد فرصًا جديدة ومسؤوليات متزايدة. ومع تموضع أبوظبي لاستضافة بنية تحتية فائقة القدرة للحوسبة الخاصة بالذكاء الاصطناعي يمكنها خدمة ما يقرب من نصف سكان العالم ضمن نطاق 2000 ميل، تواجه الإمارات الآن ضرورة ملحّة لوضع أطر أمنية تحمي ليس فقط مصالحها الوطنية، بل أيضًا سلامة النظم البيئية العالمية للذكاء الاصطناعي. وسيستفيد المعهد المقترح (AISI) من ثلاث مزايا استراتيجية رئيسية:
· ريادة الإمارات الراسخة في مجال الأمن السيبراني، والتي تتجلى في قدراتها العالمية على اكتشاف التهديدات والتصدي لها.
· موقعها الجيوسياسي الفريد كشريك موثوق لقوى الذكاء الاصطناعي المتنافسة.
· حجم الاستثمارات السيادية غير المسبوق في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي عبر كيانات مثل MGX و G42.
For an optimal experience, please