المركز الإعلامي
كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية تنظم سلسلة محاضرات "البصائر السلوكية" لتعزيز كفاءة السياسات الحكومية وتحسين جودة الخدمات العامة
نظمت كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية سلسلة محاضرات معرفية بعنوان "البصائر السلوكية" خلال شهري يوليو وأغسطس الماضيين عبر منصة "زووم"، بهدف تسليط الضوء على التطبيقات العملية للعلوم السلوكية في تصميم السياسات العامة والارتقاء بجودة الخدمات الحكومية في الدولة.
وتأتي السلسلة في إطار جهود الكلية الرامية لتعزيز دمج البصائر السلوكية ضمن أدوات الحوكمة وصناعة القرار، بما يسهم في رفع كفاءة القطاع العام ويواكب تطلعات الدولة نحو التنمية المستدامة والابتكار في السياسات العامة.
وقدّم المحاضرات نخبة من الخبراء المحليين والدوليين المتخصصين في الاقتصاد السلوكي وتصميم الخدمات، ضمن إطار علمي وتطبيقي يدمج المعرفة النظرية بالتجربة العملية، ويعكس توجه الكلية في ترسيخ ثقافة الابتكار والتحسين المستمر في أداء المؤسسات الحكومية.
وبهذه المناسبة، قال سعادة الدكتور علي بن سباع المري، الرئيس التنفيذي لكلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية: "جاء تنظيم السلسلة في إطار رؤية الكلية الهادفة إلى ترسيخ استخدام الأدوات السلوكية في تصميم سياسات حكومية أكثر فاعلية واستجابة لتطلعات المجتمع، إذ نؤمن بأن فهم السلوك البشري هو مفتاح لتحسين جودة السياسات والخدمات العامة، ونعمل على تمكين صناع القرار من توظيف هذه المعرفة لبناء مستقبل أكثر مرونة واستدامة. وتمثل هذه السلسلة خطوة استراتيجية لتعزيز ثقافة التجربة العملية والابتكار في العمل الحكومي".
من جانبه، قال صالح سليم الحموري، خبير التدريب والتطوير في كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية:" أن تنظيم هذه السلسلة المعرفية ينسجم مع توجهات الكلية لتأصيل المفاهيم السلوكية في البيئة المؤسسية، وتوفير منصة علمية لتبادل التجارب والأفكار المبتكرة.
وأضاف الحموري: "تهدف الجلسات إلى تمكين المشاركين من تحليل التحديات السلوكية التي تواجه المؤسسات وتصميم تدخلات فعالة تستند إلى التجربة العملية والفهم العميق لسلوك الأفراد، بما يسهم في تحسين الأداء الحكومي وتحقيق نتائج قابلة للقياس على أرض الواقع".
وانطلقت السلسلة بمحاضرة افتتاحية حملت عنوان "كيف تحدث البصائر السلوكية فرقًا في السياسات العامة والخدمات العامة؟"، قدمها الحموري، حيث ناقشت أهمية دمج علم السلوك في صناعة القرار، والانتقال من السياسات القائمة على الفرضيات إلى تدخلات تراعي الطريقة التي يفكر بها الأفراد وتتفاعل مع الواقع، مشددةً على أن البصائر السلوكية لا تُعد بدائل للبيانات أو الأدوات التقليدية، بل تكملها من خلال خلق فهم أعمق لكيفية اتخاذ الأفراد للقرارات في البيئات المؤسسية والخدمية.
وتابعت السلسلة أنشطتها بمحاضرة ثانية أقيمت بتاريخ 12 أغسطس 2025 بعنوان "البصائر السلوكية في تجربة واقعية – من التجريب إلى التمكين المؤسسي"، قدمها الدكتور أحمد عبيد الخديم، مدير مستشفى الفجيرة، حيث استعرض خلالها تجارب تطبيقية لتدخلات سلوكية بسيطة أحدثت أثراً ملموساً في الأداء الحكومي، إلى جانب مناقشة آليات توسيع نطاق هذه التجارب وتضمينها ضمن المنظومة المؤسسية الحكومية بشكل مستدام، واستخلاص الدروس والتوصيات لتكرار التجربة وتوسيع نطاقها.
واختتمت السلسلة أعمالها يوم 27 أغسطس بمحاضرة ثالثة قدمها المهندس زيد المعايطة، مستشار وباحث في كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، بعنوان "الندج في المؤسسات الحكومية: أدوات ذكية لتغيير السلوك دون فرض"، حيث تناول مفهوم "الندج" كوسيلة غير تقليدية لتوجيه السلوك البشري نحو خيارات إيجابية دون إكراه، عبر تعديل السياق المحيط بالقرارات بما يضمن تحقيق نتائج أفضل في السياسات العامة وتحفيز الامتثال الذاتي.
وتجسد "سلسلة البصائر السلوكية" التزام كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية بتطوير نموذج إماراتي مبتكر في صناعة السياسات العامة، يرتكز على الفهم العميق للسلوك البشري، ويستفيد من التجارب العالمية بما يخدم بناء مؤسسات أكثر فاعلية واستعداداً لمتطلبات المستقبل. ومن المزمع تنظيم المزيد من المحاضرات على هامش السلسة مستقبلاً.
For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.