أعلنت كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، عن إطلاق برنامج "تقييم أخلاقيات الذكاء الاصطناعي"، ضمن إطار المبادرات الخاصة بالتعليم التنفيذي، ويتضمن البرنامج منهاج IEEE CertifAIEd  الذي طوره معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات (IEEE).

تم تطوير البرنامج بالتعاون مع مكتب الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد في دولة الإمارات، والذي سينعقد في الفترة من 26 إلى 30 مايو 2025 في مقر الكلية بدبي.

ويأتي إطلاق البرنامج  في إطار التزام كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية بدعم التحول الذكي، وتعزيز جاهزية القادة وصناع القرار للتعامل مع التطورات المتسارعة في تقنيات الذكاء الاصطناعي، من خلال تطوير نماذج مؤسسية قائمة على الاستخدام الأخلاقي والمسؤول للتقنيات المتقدمة، بما ينسجم مع الاستراتيجية الوطنية لدولة الإمارات في ترسيخ ريادتها العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي، وتعزيز الوعي المجتمعي بالأبعاد الأخلاقية لأنظمة الذكاء الاصطناعي، وبما يتماشى مع رؤية استشرافية أعلنها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بإدراج مادة الذكاء الاصطناعي في المناهج التعليمية، لإعداد جيل يمتلك أدوات المستقبل ويقوده بمنهجية علمية وأخلاقية تواكب التحولات الرقمية العالمية.

ويهدف البرنامج إلى تمكين المشاركين من تقييم الأنظمة الذكية المستقلة (AIS) وفقاً لمعايير الشفافية، والمساءلة، والخصوصية، والتقليل من التحيز الخوارزمي، وذلك ضمن الإطار المعتمد من IEEE CertifAIEd™، كما يعد البرنامج فرصة مميزة للحصول على اعتماد "مقيِّم مؤهل من IEEE"، والذي يفتح آفاقاً جديدة لتعزيز الامتثال الأخلاقي في المؤسسات.

وقال سعادة الدكتور علي بن سباع المري، الرئيس التنفيذي لكلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية: "إن إطلاق البرنامج يعكس التزام الكلية بتعزيز جاهزية الكوادر الوطنية لصياغة سياسات فعالة في مجال الذكاء الاصطناعي، قادرة على تحقيق التوازن بين التطور التقني والمسؤولية الأخلاقية، بما يسهم في ترسيخ بيئة معرفية متقدمة تدعم رؤية دولة الإمارات في بناء نموذج عالمي يحتذى في الحوكمة الرقمية".

وأوضح سعادته: "أن البرنامج يسعى إلى تمكين المشاركين من تقييم النظم الذكية المستقلة وفقاً لأطر "IEEE CertifAIEd"، بما يعزز من قدرتهم على التعامل مع الأبعاد الأخلاقية للتقنيات الحديثة، وتطوير استراتيجيات مدروسة تدعم الابتكار المسؤول، وترسخ مفاهيم الشفافية والمساءلة في التطبيقات الذكية".

وأضاف: "أن إعداد القادة في هذا المجال يمثل خطوة استراتيجية نحو بناء بيئة رقمية موثوقة وآمنة، تسهم في استدامة النمو وتعزيز الثقة المجتمعية في استخدامات الذكاء الاصطناعي، وتؤسس لمرحلة جديدة من الحوكمة التكنولوجية التي تضع القيم الإنسانية في صلب مسيرة التحول الرقمي".
من جانبه، قال ألبيش شاه، العضو المنتدب لجمعية معايير معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات: "تلعب الثقة بأنظمة الذكاء الاصطناعي دوراً محورياً في ضمان تبنيها بشكل واسع في مختلف القطاعات، ولا سيما في الأنظمة المالية التي تتطلب أعلى مستويات الشفافية والامتثال الأخلاقي. ومن هذا المنطلق، يأتي برنامج "IEEE CertifAIEd" ليضع إطاراً واضحاً لتقييم التطبيقات والخدمات والأنظمة الذكية وفق معايير دقيقة تلبي متطلبات الشفافية والخصوصية والتحيز الخوارزمي  والمساءلة".

من خلال اعتماد إطار عمل IEEE CertifAIEd، يمكن للمؤسسات التعامل مع تعقيدات استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول. ويبدو واعداً أن نرى كيف تساهم أعمالنا في تمكين الشركات والحكومات والخبراء حول العالم من تحقيق أهدافهم المتعلقة بتعزيز القدرات والمعارف والخبرات.
تعد حوكمة أنظمة الذكاء الاصطناعي من الاعتبارات الاستراتيجية التي يتعيّن على جميع المؤسسات دمجها في سياق التطور المستمر للعالم الرقمي. وتندرج رفاهية المجتمع في صميم هذه الجهود باعتبارها عنصراً محورياً في تطوير وتبني قدرات الذكاء الاصطناعي عبر مختلف النظم الحالية والناشئة. ونعمل من خلال هذا البرنامج المتكامل على تثقيف الجيل القادم من قادة الأعمال والتكنولوجيا، مما يساهم بدوره في إعداد المؤسسات لتقديم حلول منهجية تعود بالمنفعة على الناس والكوكب على حدٍّ سواء. كما يساعد البرنامج هذه المؤسسات في تقديم أنظمة وحلول ذكاء اصطناعي تمكّن أصحاب المصلحة المعنيين من التفاعل معها بثقة أكبر.

 ومن خلال هذه الشراكة الاستثنائية بين جمعية معايير معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات وكلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية ومكتب الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد في دولة الإمارات، نسعى إلى تزويد الجيل القادم بالمهارات والخبرات اللازمة ليكون أكثر استباقية بهذا الصدد.

ويستهدف البرنامج التنفيذي المهنيين من مختلف القطاعات، لا سيما العاملين في مجالات الاستراتيجية والامتثال وحوكمة البيانات والتقنية والابتكار، مثل مديري الامتثال، وخبراء حماية البيانات، والمستشارين التقنيين، ومطوري المنتجات، ومديري العمليات والمخاطر، بالإضافة إلى الخبراء في الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات.

ويركز البرنامج في جلساته التدريبية المكثفة، على محاور متعددة تشمل المبادئ والتأثيرات الاستراتيجية المتعلقة بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، ومعايير IEEE CertifAIEd™، وتقييم التطبيقات والخدمات الذكية من منظور أخلاقي، وتحليل التأثيرات الأخلاقية للذكاء الاصطناعي التوليدي ، إلى جانب تدريبات عملية واختبار تأهيلي للحصول على اعتماد "المقيّم المؤهل".

ويوفر البرنامج إطاراً متكاملاً لتقييم الفجوات المؤسسية في أنظمة الذكاء الاصطناعي، وتطوير استراتيجيات الامتثال المستقبلية، بما يعزز جاهزية المؤسسات لمتطلبات الحوكمة الجديدة. 

ويعد إكمال هذا البرنامج بنجاح شرطاً أساسياً للتأهل للانضمام إلى شبكة المقيمين المعتمدين من IEEE، القادرين على توجيه المؤسسات نحو بناء أنظمة ذكية توازن بين الابتكار والأخلاق، وتدعم التحول التكنولوجي المستدام، ما يسهم في توسيع آفاقهم المهنية والعملية على مستوى عالمي.
ويتميز البرنامج بمنح المشاركين شهادة عالمية معترف بها من IEEE، والتفاعل مع خبراء عالميين في مجال الذكاء الاصطناعي وأخلاقياته في المنطقة، من أبرزهم الدكتور فادي سالم، مدير بحوث السياسات في كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية وخبير دولي في سياسات الذكاء الاصطناعي؛ وأكمرال أرازالي، خبيرة السياسات الأخلاقية للذكاء الاصطناعي ومطورة أدوات أخلاقيات الذكاء الاصطناعي في دبي.
وتواصل كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية جهودها في ترسيخ المعرفة التطبيقية والتفكير الاستراتيجي لدى قادة المستقبل، من خلال تقديم برامج رائدة تسهم في تطوير السياسات العامة وبناء نماذج حوكمة فعالة تستجيب لتحديات العصر الرقمي.