المركز الإعلامي
كلية دبي للإدارة الحكومية بالشراكة مع "ساب" تصدر تقريراً مهماً حول أثر الإعلام الاجتماعي على ريادة الأعمال وفرص العمل وتمكين الشباب
أظهرت دارسة فريدة أجراها برنامج الحوكمة والابتكار في كلية دبي للإدارة الحكومية، المؤسسة التعليمية والبحثية المتخصصة في الإدارة الحكومية والسياسات العامة، أن وسائل الإعلام الاجتماعية تلعب دوراً كبيراً في تعزيز قاعدة المواهب، وتوسيع نطاق فرص العمل، ودعم ريادة الأعمال ومن ثم تمكين الشباب.
اعتمد التقرير، الذي بحث في تأثير وسائل الاعلام الاجتماعية في تعزيز التقدم الاجتماعي وخلق فرص العمل ونمو الأعمال في المنطقة العربية، على استطلاع للرأي شمل نحو 5000 مشارك من البحرين، والكويت، والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، ولبنان، وعمان، ومصر، والأردن .
وتحت رعاية وبحضور معالي صقر غباش سعيد غباش، وزير العمل، تم الإعلان عن نتائج الدراسة التي أجريت بالتعاون مع ساب، الشركة الرائدة في مجال برمجيات تطبيقات المشاريع، بمقر الكلية.
وقال معالي وزير العمل: "أهنئ كلية دبي للإدراة الحكومية على مبادرتها باجراء هذا البحث الميداني القيم بالتعاون مع ساب الشرق الاوسط، وإصدارها للتقرير الخاص بنتائجه، والذي يفتح آفاقاً جديدة لمناقشة قضايا التشغيل وتحديات البطالة في أوساط الشباب على إمتداد الوطن العربي. إن مبادرة الكلية تبرز ايضا الحاجة الى تعزيز ثقافة الشراكة بين الجهات الحكومية المعنية بملفي التنمية الاقتصادية والتشغيل، وكذلك الشراكة والتعاون المثمر بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص والقطاع التعليمي والتأهيلي، بهدف إيجاد حلول ناجحة ومبدعة لمعضلة البطالة في الوطن العربي."
وأضاف: "أؤكد اننا في وزارة العمل وهيئة تنمية وتوظيف الموارد البشرية الوطنية في دولة الامارات العربية المتحدة على استعداد كامل للمساهمة في تطوير مبادرة كلية دبي للإدارة الحكومية ومواكبة ما تفضي إليه من توصيات ومقترحات عملية حول استثمار الوسائل الاجتماعية لأغراض التنمية الاقتصادية والتشغيل، والتعاون في هذا المجال ذلك مع أشقائنا العرب".
وألقى سعادة طارق هلال لوتاه، الرئيس التنفيذي للكلية كلمة افتتاحيةً رحب فيها بالحاضرين من القطاع العام والخاص وصناع السياسات. وأعقب ذلك جلسة نقاش عامة للجمهور بمشاركة ممثلين رسميين من مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة ورئاسة مجلس الوزراء ومجلس دبي التنفيذي والمكتب التنفيذي ووزارة العمل، إضافة إلى سامر الخراط، العضو المنتدب لمؤسسة ساب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وفادي سالم، مدير برنامج الحوكمة والابتكار في كلية دبي للإدارة الحكومية، والعديد من ممثلي المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص.
وأشار التقرير إلى أن وسائل الإعلام الاجتماعية يمكن أن يكون لها تأثير كبير على خلق فرص العمل وتوفير الوظائف. وقال ما يقرب من 80 بالمائة من المستطلعين أن التكنولوجيا يمكن أن تساعد على توفير الوصول إلى البيانات الهامة لسوق العمل. وبالإضافة إلى 76 بالمائة ممن قالوا أن قنوات التواصل الاجتماعي مفيدة في بناء شراكات وفرص العمل، رأى 75 بالمائة منهم أنها تمثل قناة حيوية نحو "سوق عمل افتراضية" جديدة. وفي الوقت نفسه، قال 71 بالمائة من المشاركين في الاستطلاع أنهم سوف يعتمدون على وسائل الاعلام الاجتماعية للعثور على وظائفهم المقبلة.
واعتبر المستطلعون أن وسائل الاعلام الاجتماعية لها تأثير واسع وإيجابي في سوق العمل، حيث قال 86 بالمائة منهم أنها تعزز من التواصل والتعاون بين الجهات المختلفة، في حين أكد 85 بالمائة قدرتها على التواصل مع العملاء، وقال 85 بالمائة أنها تساهم في تحفيز الابتكار. وعلاوة على ذلك، رأى 78 بالمائة أن ميزات التواصل التي توفرها وسائل الإعلام الاجتماعية يمكن أن تعزز بشكل ملحوظ من مستويات الثقة بين القوى العاملة.
وأشاد التقرير بوسائل الإعلام الاجتماعية كأداة أساسية للشركات الناشئة في العالم العربي، حيث قال 86 بالمائة من المستطلعين أنها تساهم بفعالية في نجاح الأعمال. ومن بين الأسباب التي ذكروها في هذا المجال، الإمكانات التسويقية المتعددة لوسائل الإعلام الاجتماعية (90 بالمائة)، والقدرة على الاستفادة من الأسواق الأوسع نطاقاً (86 بالمائة)، وخيارات مشاركة العملاء (85 بالمائة)، وإمكاناتها لرفع مستوى الوعي العام وغرس ثقافة ريادة الأعمال (84 بالمائة).
وأبرز تقرير كلية دبي للإدارة الحكومية أن وسائل الاعلام الاجتماعية يُنظر إليها باعتبارها أداة داعمة أساسية لوسائل التعليم. ففي حين قال 84٪ من المستجيبين أن الطلاب سوف يستفيدون من استخدام وسائل الاعلام الاجتماعية في تطوير مهارات ريادة الأعمال، أكد 76 بالمائة أنهم يستخدمون وسائل الاعلام الاجتماعية وأدوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لاكتساب مثل هذه القدرات والمهارات.
وربط المستطلعون العيوب الأساسية والدلالات السلبية لاستخدام وسائل الاعلام الاجتماعية في قطاع الأعمال بالمخاوف المتعلقة بالبيئة التنظيمية. فالأفراد والشركات لايشعرون بالأمان والحماية في ظل غياب قوانين ملائمة بشأن الملكية الفكرية والخصوصية وحقوق النشر.
واستشرافاً للمستقبل، وافق 81 بالمائة من المشاركين في الاستطلاع على أن السياسات الوطنية والمبادئ التوجيهية سوف تساعد في تحسين استخدام وسائل الاعلام الاجتماعية في العمل، وتعزيز فرص إنشاء المشاريع. كما دعا المشاركون في الاستطلاع إلى إصلاح التعليم لدمج مثل هذه التقنيات في الفصول الدراسية.
وقال فادي سالم، مدير برنامج الحوكمة والابتكار في كلية دبي للإدارة الحكومية، والمؤلف المشارك للتقرير: "على الرغم من وجود قلة من الاقتصادات المستقرة في المنطقة اليوم، إلا أن الجزء الأكثر نشاطاً من المواطنين العرب، وهم الشباب، لديهم شعور متزايد بأن دورهم قد تعزز في المجتمع. وقد أظهرت أبحاثنا المستمرة على مدى العامين الماضيين أن ما يقرب من 50 مليون عربي برتبطون بوسائل الإعلام الاجتماعية، ويستخدمون هذه المنصات في المقام الأول لتغيير الواقع الاجتماعي والسياسي في بلدانهم. واليوم تقدم هذه الدارسة المهمة نظرة معمقة حول الآفاق الجديدة للتمكين الاقتصادي للشباب العربي. من المهم أن يلم صانعو السياسات وقادة الأعمال هذه الظاهرة الناشئة وتأثيرها على المجتمعات والأسواق".
بدروه، قال سامر الخراط، العضو المنتدب لمؤسسة ساب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: "في منطقة حيوية وسريعة النمو، مثل منطقة الشرق الأوسط، حيث يسعى الشباب، البارعون في التكنولوجيا، وراء فرص جديدة، من المهم أن تستخدم الشركات وسائل الاعلام الاجتماعية لإشراك موظفيها الحاليين والمستقبليين. كما أن الاستفادة من القيمة العالية الناجمة عن تدفق البيانات عبر وسائل الاعلام الاجتماعية، تعد أمراً بالغ الأهمية لتعزيز كفاءة العمليات التشغيلية، وخفض التكاليف، وزيادة الأرباح، وفتح طرق جديدة للابتكار".
وأضاف الخراط: "تساعد ساب العملاء في الاستفادة من البيانات عبر وسائل الاعلام الاجتماعية لكشف الأفكار والاستفادة من الفرص التي لن تخطر لهم، أو تلك التي لن يجدوها باستخدام طرق البحث التقليدية. وتؤكد دراسة كلية دبي للإدارة الحكومية إيماننا بأن هذا النوع من المنصات لديه تأثير كبير في سوق العمل، ورفع مستوى المهارات والمواهب، بالإضافة إلى تأسيس وتمكين المشاريع الصغيرة والمتوسطة".
وبالإضافة إلى تقديم رؤية غير مسبوقة حول الاتجاهات الإقليمية لوسائل الاعلام الاجتماعية، ستشكل نتائج الدراسة جزءاً رئيسياً من دراسة الجدوى التي تجريها مؤسسة ساب لإنشاء منصة متطورة لتمكين تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مجال توفير فرص عمل مستدامة في جميع أنحاء المنطقة . وستساهم هذه المنصة الرائدة في تحسين القرارات المتعلقة بعملية خلق فرص العمل من خلال تجميع ومعالجة وعرض البيانات باستخدام وسائل الإعلام الاجتماعية، وتطوير حلول ساب مثل تطبيق ساب للتوظيف الإلكتروني (SAP e-Recruiting) وبيئة ساب لتعليم المشاريع (SAP Enterprise Learning)، وحلول ساب للتعليم (SAP Learning Solution)، وحلول ساب للتوظيف السريع لمراكز الاتصال (SAP CRM).
وقالت رشا مرتضى، الباحثة المشاركة في برنامج الحوكمة والابتكار في كلية دبي للإدارة الحكومية، والمؤلف الرئيسي للتقرير: "جاءت ردود المشاركين في الاستطلاع إيجابية للغاية بشأن دور وسائل الاعلام الاجتماعية في إشراك الحكومات والمواطنين في وضع سياسات الأعمال التي تفيد الشركات والمشاريع الناشئة. كما يُعتقد على نطاق واسع أن وسائل الإعلام الاجتماعية تمثل منصات توحد الآراء بين الجنسين والفئات العمرية المختلفة، حيث قال 34-40 بالمائة ممن شاركوا في الاستطلاع أن وسائل الإعلام الاجتماعية جعلتهم يشعرون بقدرة أكبر على خلق فرص عملهم الخاصة، أو التأثير في عملية التغيير الاجتماعي".
For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.