نظمت كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية اليوم الجلسة الخامسة من منتدى دبي للمدن الذكية والذي يجمع الخبراء والمختصين لمناقشة المقاربات المنهجية لمشاريع المدن الذكية، حيث ناقش المنتدى موضوع البيانات المفتوحة. واستضاف المنتدى كلاً من عبدالله المدني، الرئيس التنفيذي لقطاع خدمات الدعم الفني المؤسسي في هيئة الطرق والمواصلات، ورئيس لجنة البيانات المفتوحة في دبي الذكية وجوي بوناغورو، مسؤولة البيانات الرئيسية في مدينة سان فرانسيسكو. 

 

افتتحت المنتدى الدكتورة عائشة بن بشر، مساعد المدير العام في المكتب التنفيذي للشيخ محمد بن راشد، حكومة دبي، عضو اللجنة التنفيذية لمبادرة دبي الذكية، منوهة بالدور الذي يقوم به المنتدى كمنصة للحوار مع أصحاب الاختصاص بهدف تطوير المفاهيم الخاصة بالمدن الذكية في دبي والتعامل مع التحديات التي تواجه تنفيذها على أرض الواقع. 

 

وسلطت جوي بوناغورو الضوء على عملها كأول شخص يتولى منصب مسؤول البيانات في مدينة سان فرانسيسكو، حيث تتولى مسؤولية وضع المعايير لسياسات المدينة المتعلقة بالبيانات وكيفية جعل بيانات المدينة متوافرة وسهلة الاستخدام للعامة وصناع القرار ومطوري الحلول والتطبيقات. كما تقوم جوي بوناغورو بالتأسيس لما يسمى بإحداثيات البيانات والتي تسمح بتتبع البيانات وإدارتها ضمن مختلف الدوائر والجهات بهدف تطوير العمليات المتعلقة بالبيانات واستخدامها. 

وتطرقت بوناغورو إلى استخدام مجموعات البيانات في العمل لإيجاد حلول للتحديات التي تواجه المدينة وتوظيف هذه الحلول في تطوير الخدمات المستخدمة في مختلف أوجه الحياة اليومية وفي حالات الطوارئ والأزمات وفي رفع مستوى الحياة المعيشية في المدينة بشكل عام. 

 

وتحدثت مسؤولة البيانات الرئيسية في مدينة سان فرانسيسكو عن القضايا والتحديات التي تواجه توفير البيانات المفتوحة والتي تشمل جمع البيانات وتصنيفها ونشرها وتحديثها وإتاحة المجال للوصول إليها واستخدامها في تطوير التطبيقات التي تسهل حياة القاطنين في المدينة وتساعد في تطوير تجربة الحياة فيها. وتشمل التحديات الرئيسية وضع السياسات الصحيحة والتعاون بين الجهات الحكومية والخاصة والتغلب على التعقيدات التقنية والفنية وتوفير البيانات في السياق الصحيح الذي يسمح بالاستفادة منها كمحتوى مفيد في معالجة قضايا مثل الإسكان والمواصلات والصحة وغيرها. 

 

وخلال محاضرته، تحدث عبد الله المدني، رئيس لجنة البيانات المفتوحة في دبي الذكية، عن دور اللجنة في وضع استراتيجية دبي الخاصة بالبيانات المفتوحة حيث تعمل على وضع مسودة القانون المحلي الخاص بها ووضع خطة العمل لتطبيق القانون بالتنسيق مع كافة الجهات المعنية. ويهدف إطار العمل القانون إلى تصنيف البيانات وصياغة آليات جمع البيانات وتبادلها ونشرها مع الحفاظ على التوازن بين توفرها والحفاظ على خصوصية الأفراد وأمن المعلومات. 

 

وأوضح المدني أن البيانات المفتوحة تعد أساسية لتحقيق رؤية دبي في تحولها نحو واحدة من أذكى المدن على مستوى العالم حيث تشكل أحد أهم العوامل التي تدفع قدماً بالابتكار وتمكين الأشخاص وتحقيق المشاركة في تطوير المدينة لتصبح مكاناً أفضل للعيش والعمل. وتطرق إلى التأسيس لبيانات دبي والتي تشمل البيانات من مختلف الجهات العامة والخاصة ومن الأفراد، بالإضافة إلى البيانات الناتجة عن التفاعل بين هذه الأطراف ومن خلال البيانات المفتوحة يمكن تطوير الخدمات في دبي وتحسين مستوى مشاركة المواطنين والقاطنين فيها وتطوير مستوى المعرفة وتحسين عمليات اتخاذ القرارات بما يغني فرص الابتكار والتطوير ويساعد على النمو الاقتصادي والاجتماعي. 

 

وأضاف: "تتمثل رؤيتنا في توفير بيانات مفتوحة تساعد على إثراء مستويات الحياة في دبي ورفع مستوى سعادة قاطنيها، حيث تسهم هذه البيانات في رفع كفاءة الخدمات وتحسين أدائها وتوفير فرص الابتكار والإبداع التي تدعم الأفراد والمؤسسات في القطاعين العام والخاص على حدٍ سواء". 

 

وتلت المحاضرات مناقشات مفتوحة مع الحضور تناولت قضايا تتعلق بالبيانات المفتوحة مثل حماية الخصوصية، وأمن البيانات والأنظمة والتشريعات بالإضافة إلى التعاون بين الحكومة والقطاع الخاص والأفراد في توفير البيانات المفتوحة واستخدامها على النحو الأمثل. 

 

وحول المنتدى قال سعادة الدكتور علي سباع المري، الرئيس التنفيذي، كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية: "مع تحول دبي إلى مدينة ذكية والجهود التي تبذلها مختلف الأطراف لتحقيق رؤيتها يعمل منتدى دبي للمدن الذكية على الجمع بين التجارب العالمية والمحلية حيث ناقشت جلسة اليوم قضايا البيانات المفتوحة واستخدامها والتحديات والمنافع المرتبطة بها.  إن الفرصة التي يتيحها منتدى دبي للمدن الذكية لصناع القرار والمسؤولين تجعل منه منصة حوارية بالغة الأهمية لمشاركة المعارف والخبرات ومساهماً في تطوير نموذج دبي للمدن الذكية الذي يجمع بين اعتماد أفضل المعايير الدولية وتلبية الاحتياجات المحلية بأعلى مستوى من الخدمات والحلول". 

 

ويجمع منتدى دبي للمدن الذكية بين الخبراء والمختصين وقيادات المؤسسات العامة والخاصة بهدف تبادل الخبرات ومناقشة التحديات والتعرف على أفضل الممارسات بهدف دعم جهود العمل المشترك بين القطاعين الحكومي والخاص نحو تحقيق مشروع المدينة الذكية، وذلك من خلال إتاحة الفرصة للتعرف على آخر المستجدات التقنية وتطبيقاتها العالمية من الخبراء ومناقشتها مع المسؤولين وصناع القرار.