المركز الإعلامي
كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية تناقش دور المرأة في تحقيق مستقبل أكثر توازن في عصر ما بعد كورونا
نظمت كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية ندوة افتراضية لمناقشة دور المرأة في قيادة جهود تحقيق مستقبل أكثر توازن في العالم بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة الذي يصادف 8 مارس 2020.
وسلطت الندوة التي عقدت عبر الإنترنت اليوم الإثنين الموافق 8 مارس 2021 لإبراز دور المرأة في الإمارات والعالم في إدارة جائحة فيروس كورونا المستجد على كافة المستويات.
وتأتي الندوة في إطار اختيار منظمة الأمم المتحدة شعار "’المرأة في الصفوف القيادية لتحقيق مستقبل من المساواة في عالم كوفيد - 19" كموضوع مطروح للمناقشة على نطاق واسع خلال اليوم العالمي للمرأة، وذلك للاحتفال بالجهود الهائلة التي تقودها النساء من أجل خلق مستقبل أكثر توازن وضمان التعافي السريع من جائحة فيروس كورونا المستجد وتأثيره على اقتصادات العالم.
أدار الندوة التي استمرت لمدة ساعة، الدكتور إيمانويل أزاد مونيسار الأستاذ المشارك في علوم السياسات الصحية بكلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية. وضمت الندوة كل من البروفيسور رائد عواملة عميد الكلية، والدكتورة فريدة الخاجة المدير التنفيذي لقطاع الخدمات الطبية المساندة والتمريض ورئيس اللجنة التوجيهية لتطعيم «كوفيد-19» في هيئة الصحة بدبي، والدكتورة زينب نادر خزعل مديرة استراتيجية السياسات والمعايير في دائرة الصحة – أبوظبي.
ومن جهته، قال سعادة الدكتور علي بن سباع المري الرئيس التنفيذي لكلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية: "لقد سلطت جائحة كورونا الضوء مجدداً على الدور الكبير الذي تلعبه المرأة في المجتمع، فقد قدمن مساهمات هائلة للتخفيف من آثار الأزمة. تشكل النساء 70% من العاملين في مجال الرعاية الصحية والاجتماعية في العالم، ومع ذلك فإنهن يشغلن فقط ربع مناصب اتخاذ القرار في قطاعات الصحة. ويجب العمل على تعديل هذه النسبة وزيادتها لضمان مساهمة المرأة بشكل كامل في الجهود المبذولة للقضاء على الفيروس، والذي بدوره سيساعد في تسريع الانتعاش الاقتصادي".
وأضاف سعادته: "لقد لعبت النساء منذ فترة طويلة دوراً بارزاً في دفع مسيرة الحضارة الإنسانية، ويدأبن على القيام بذلك بكل عزم وإرادة حتى اليوم. ومنذ قيام دولة الإمارات، أولت القيادة الرشيدة أهمية قصوى لتمكين المرأة بكل السبل ليتبوأن مكانة اجتماعية مرموقة أصبحت محط إعجاب العالم. ففي عام 2020، كان نصف المجلس الوطني الاتحادي لدولة الإمارات من النساء، بالإضافة إلى تشكيلهن نسبة 16.7% من أعضاء مجلس الوزراء. تؤمن قيادتنا بقدرات المرأة في تعزيز الازدهار الاقتصادي وتحقيق التنمية المستدامة وقيادة الجهود لإحداث تنمية شاملة في كل ربوع الوطن".
وأشار سعادة الدكتور علي بن سباع المري إلى أن كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية تتشرف باستضافة هذه الندوة الإلكترونية لتسليط الضوء على المساهمات الهائلة التي قدمتها المرأة الإماراتية وفي كل أنحاء العالم خلال الوباء، معرباً عن ثقته بقدرة المرأة على تجاوز تلك الأزمة وقيادة الجهود نحو مستقبل مشرق للعالم أجمع.
ومن جانبها، قالت الدكتورة فريدة الخاجة: "إن المرأة تلعب دور حيوي في كل المجالات في المجتمع، وتمتلك العديد من القدرات التي تؤهلها لقيادة منظومة التغيير في الإمارات والعالم. وقد برز دور المرأة الجوهري خلال جائحة كورونا من خلال مساهمتها في مواجهة تلك الجائحة في صفوف خط الدفاع الأول، ووقوفها في مقدمة الكوادر الطبية والتمريضية لإنقاذ أرواح المرضى الذين تأثروا بإصابتهم بالفيروس. وفي دبي، قدمت الكوادر النسائية من الموظفات والطبيبات والممرضات أروع الأمثلة في الحد من خطر الأزمة، وتستمر الكوادر النسائية حتى الآن في دعم مساعي الحكومة لمواجهة الفيروس من خلال تقديم الرعاية الصحية للمصابين والوقاية من الفيروس من خلال أخذ اللقاحات المعتمدة في الإمارة".
وأضافت الخاجة: "تولي حكومة دبي أقصى درجات الرعاية للمرأة في كل المجالات وخاصة المجال الطبي، نظراً لقدرة المرأة على مدار سنوات طويلة من تحمل نسبة كبيرة من مسؤولية تشغيل القطاع والإيفاء بكل التزاماته تجاه المواطنين والمقيمين في دبي. ونتطلع الفترة المقبلة إلى إحداث أثر كبير للمرأة في القطاع وتمكينها من لعب دور أكبر في قيادة جهود تحقيق صحة ووقاية المجتمع من خلال العديد من المبادرات والبرامج الرائدة التي تطلقها الحكومة وهيئة الصحة بدبي".
وقالت الدكتورة زينب نادر خزعل: "إن إنجازات المرأة الإماراتية شاهدة على تميزها ونجاحها من خلال إسهاماتها في نهضة وتطوير المجتمع، ومشاركتها في قيادة جهود التنمية في كل القطاعات الحيوية والتي من ضمنها القطاع الصحي. لقد كان للمرأة الإماراتية دوراً بارزاً خلال جائحة كوفيد 19، ما يعكس مكانتها الرائدة وامتلاكها للعديد من المقومات والإمكانات التي تؤهلها لصناعة المستقبل".
وأضافت خزعل: "تؤمن قيادتنا الرشيدة بأهمية تمكين المرأة من أجل ضمان ازدهار الأجيال القادمة، وذلك من خلال توسيع نطاق مشاركة المرأة في كل مناحي الحياة بجانب دورها الرئيسي كمربية للأجيال. وتبرز إسهامات المرأة الإماراتية في القطاع الصحي وجهودها المبذولة من أجل ضمان صحة ووقاية المجتمع. ونحن نعمل بجد من أجل تعزيز دور المرأة في هذا القطاع الحيوي كركيزة لتطوير كامل القطاع على كافة المستويات".
استعرضت الندوة الافتراضية عدد من الإحصائيات المهمة حول دور المرأة في خط الدفاع الأول المتمثل في قطاعات الرعاية الصحية، حيث تشكل النساء الغالبية بنسبة 70% من القوى العاملة في مجال الرعاية الصحية والاجتماعية، مما يجعلهن مساهماً أساسيا في تصميم الاختبارات وتقديمها. وتشكل النساء أكثر من 80% من القوى العاملة في التمريض والقبالة في العالم، كما تشكل 90% من العاملين في مجال الرعاية الاجتماعية، مما يسمح لهن بقيادة الجهود لتقديم الاختبارات التشخيصية على مستوى الرعاية الصحية الأولية. ومع ذلك، فإن النساء يشغلن 25% فقط من أدوار صنع القرار في قطاعات الرعاية الصحية، وبالتالي فإن فرصهن محدودة للمساهمة في تصميم النظم الصحية.
أبرزت كذلك الندوة العديد من الحقائق العالمية خلال أزمة "كوفيد 19"، حيث تبلغ نسبة الإصابة بفيروس كوفيد -19 بين العاملات في القطاع الصحي ضعف نسبة الذكور، على الرغم من حدوث معدلات وفاة أكثر بين الذكور. فعلى الصعيد العالمي، كان 50.9% من الإصابات و 60.2% من وفيات فيروس كورونا من الرجال، مقابل 49.1% من الإصابات و 39.8% من الوفيات من النساء.
استكشف المشاركون الخيارات المتاحة فيما يتعلق بالسياسة التي تساعد على ضمان مراعاة الاستجابات وحزم التحفيز لكلا الجنسين. ويشمل ذلك دمج عمليات وأدوات تقييم الأثر الجنساني في إدارة الطوارئ، وإعداد الميزانية لحزمة التحفيز المالي للسماح للحكومات بفهم التأثير الجماعي للحزمة على أهداف الموازنة بين الجنسين، وكذلك إجراء تحليل متقاطع وتحليل للجنس، وربما الأهم من ذلك، اتخاذ إجراءات لتوسيع دور المرأة والمنظمات النسائية في صنع القرار، بما في ذلك الوقاية من فيروس كورونا.
كما استكشفت الندوة الافتراضية قدرة النساء وخبراتهن في التعامل مع تحديات وباء كورونا والتغلب عليها. أوضح المشاركون كذلك العقبات والصعوبات التي واجهوها في هذه الأوقات غير المسبوقة، وسبل التكيف معها والتغلب عليها.
خلقت أزمة فيروس كورونا حاجة جديدة لتحقيق التوازن بين مصلحة الفرد ورفاهيته على المستوى الشخصي والمهني. وانطلاقاً من ذلك، تحدث المشاركون في الندوة عن تجاربهم الخاصة ونجاحاتهم في هذا الصدد، بالإضافة إلى استعراض الدروس المستفادة خلال الأزمة.
كشف المشاركون عن تطوير مجموعة جديدة من المهارات والكفاءات المهنية التي يحتاجون إليها لتعلم التكيف مع تأثيرات فيروس كورونا سريعة التطور، وهي المهارات التي يمكن مشاركتها مع الآخرين لمساعدتهم على تطوير نفس النوع من الكفاءات والمرونة.
انتهت الندوة بجلسة أسئلة وأجوبة حيث وجه الحضور استفساراتهم إلى المشاركين حول تجربتهم مع الوباء وتوصياتهم ونصائحهم.
For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.