• englishالعربية

المركز الإعلامي

محمد بن راشد: رضا الناس وراحتهم وسعادتهم غايات يمكن إدراكها في دولتنا

٢٩‏/٦‏/٢٠١٣

التقى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، في كلية دبي للإدارة الحكومية مساء اليوم، مجموعة من القيادات الحكومية الليبية؛ الذين يشاركون في برنامج إعداد القادة الذي تنظمه كلية دبي للإدارة الحكومية بالاتفاق مع هيئة شؤون المحاربين في ليبيا ما بعد الثورة.
وحضر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم جانباً من محاضرة حول الإستراتيجية الحكومية ومعاييرها وتقييمها الموضوعي وكيفية بناء السياسة والإستراتيجية على احتياجات جميع المعنيين والتي ألقاها الدكتور عبدالله عبدالرحمن سلطان أمام سموه والحضور.

وتحدث سموه عقب انتهاء المحاضرة إلى القيادات الليبية البالغ عددها أكثر من ثمانين قيادياً حكومياً من بين 300 قيادي يتدربون في دورات متخصصة ومتنوعة في الكلية، مرحباً سموه بشباب ليبيا على أرض دولة الإمارات، متمنياً لهم الاستفادة والنجاح في البرنامج التدريبي الذي يشاركون فيه، مؤكداً سموه أن مثل هذا التعاون في البرامج التدريبية بين أبناء الوطن العربي ودولة الإمارات إنما تشكل فرصة "ليتعلّموا منا ونتعلّم منهم" وأن الاضطرابات التي تشهدها بعض الدول العربية لا تفيد في شيء سوى عودة الأمة إلى الوراء وعلى شعوبنا العربية أن تختار التعاون من أجل تحقيق تنمية حقيقية وبناء مستقبل للأجيال القادمة، مجدداً سموه التأكيد على أن تجربة دولة الإمارات التنموية متاحة للجميع "وأبوابنا مفتوحة للشعوب الشقيقة والصديقة" ودولتنا لا تريد ولا تُضمر إلّا الخير والاستقرار للدول والشعوب العربية الشقيقة.
ودعا صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي القيادات الليبية المشاركة في البرنامج العودة إلى بلادهم ولديهم رؤية لمستقبل قيادتهم لفرق العمل كل في موقعه، مشيراً سموه إلى أن القائد هو من لا يضع الحواجز بينه وبين المتعاملين معه سواء من فرق العمل أو الناس العاديين من أبناء شعبه، والقائد هو الذي يلهم فريق عمله ويشجّعه ويضع له الرؤية الواضحة والسليمة كي يسير عليها وينفذها بما يعود بالخير على الوطن وشعبه.

وقال سموه "لقد تعلّمنا في دولة الإمارات من تجاربنا ومن إخواننا الذين سبقونا، وكل يوم نتعلم شيئاً جديداً ونبدع في ميدان جديد، وأنتم هنا إخواني كي تتعلموا منا ونتعلم منكم وأنا سعيد بوجودكم معنا وهذه خطوة جيدة لكم على طريق التعلّم واكتساب المعرفة ومواجهة التحديات؛ لأن التحديات كل يوم تواجهنا في هذه الحياة خاصة أهل الجزيرة العربية؛ الذين عانوا في بدايات حياتهم جراء شُحّ المياه والموارد الطبيعية وغيرها من مقومات الحياة".

وأوضح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في معرض حديثه إلى القيادات الليبية الحكومية أنه لابد من التعاون والاستفادة المتبادلة وتبادل المعرفة والخبرات فيما بيننا كعرب كي نحقق المصالح الوطنية العليا لشعوبنا وأبنائنا، وأن سلوك طريق الصراعات والنزاعات لا يفيد شعوبنا في شيء وسيذكر التاريخ ذلك.
وأعرب سموه عن سعادته بوجود هذه المجموعة من شباب ليبيا الشقيقة في دولة الإمارات والتي جاءت للإطّلاع على تجربتنا في التنمية والإدارة الحكومية والاستفادة من هذه التجربة الناجحة التي نعتز بها ونضعها في خدمة الدول والشعوب العربية والشقيقة، ويؤكد سموه أنه أول من نادى بترسيخ أسس مثل هذا التعاون وتبادل المعارف والخبرات بين الدول العربية والاستفادة المتبادلة من الطاقات الموجودة لدى كل دولة لأنه الطريق الأسرع لتحقيق تقدم ونهضة سريعة في وطننا العربي الكبير.
وأشار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إلى أن دولتنا مرت في بداية إنشاءها بالظروف ذاتها من حيث بناء المؤسسات الحكومية وترسيخها وتفعيل خدماتها ودورها في المجتمع داخلياً وعلى المستوى الخارجي، وهذا تطلب منّا أولاً وقبل كل شيء التركيز على الإنسان وتطوير قدراته وإعداده وتأهيله كي يكون جاهزاً للمرحلة التأسيسية لبناء مؤسسات الدولة وهكذا نجحنا في دولة الإمارات.

وأضاف سموه نحن نركّز على أن المواطن هو محور العمل الحكومي ومحور السياسات الحكومية جميعها والقوانين ونوجه دوماً كقيادة بإزالة كافة الحواجز بين المؤسسات الحكومية والمواطنين، مؤكداً سموه أن مبدأنا هو أن رضا الناس وراحتهم وسعادتهم غايات يمكن إدراكها في دولتنا ولا عُذر لأحد في ذلك.
وختم سموه "أنا متفائل بكم كقيادات ليبية واعدة ومتفائل بمستقبل ليبيا.. وأقول لكم دولة الإمارات بلدكم، ونحن إخوانكم .. ويدنا بيدكم لنتمكن من خلق فرصٍ جديدة لشعبنا وشعبكم، وتذكرواً دائماً أن وظيفتنا هي تحقيق السعادة والاستقرار لشعوبنا والحياة الكريمة لأجيالنا".

حضر اللقاء: معالي محمد بن عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء ومعالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية رئيس مجلس أمناء كلية دبي للإدارة الحكومية وسعادة محمد علي العبار، رئيس شركة إعمار وسعادة خليفة سعيد سليمان، مدير عام دائرة التشريفات والضيافة بدبي وسعادة الدكتور علي بن سباع المرّي، الرئيس التنفيذي للكلية وسعادة أحمد بن بيات وسعادة طارق هلال لوتاه، عضوا مجلس أمناء الكلية وسعادة الدكتور عارف علي النايض، السفير الليبي لدى الدولة وعدد من المسؤولين في الكلية.