المركز الإعلامي
" كلية محمد بن راشد" تختتم الجزء الأول من "الندوة العالمية الافتراضية السادسة حول أبحاث الأنظمة والسياسات الصحية"
اختتمت كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية فعاليات الجزء الأول من "الندوة العالمية الافتراضية السادسة حول أبحاث الأنظمة والسياسات الصحية" (HSR2020) التي شاركت في استضافتها الكلية بالتعاون مع مركز ترشيد السياسات الصحية التابع لكلية العلوم الصحية بالجامعة الأميركية في بيروت، ومنظمة الصحة العالمية، والتحالف من أجل بحوث السياسات والنظم الصحي، ومؤسسة بيل ومليندا غيتس والعديد من الشركاء الآخرين. واستمرت الفعاليات على مدار خمسة أيام من الأحد 8 نوفمبر 2020 وحتى الخميس 12 نوفمبر 2020.
تحت شعار "إعادة تصور الأنظمة الصحية من أجل عدالة اجتماعية وصحة أفضل"، جمعت الندوة التي عقدت افتراضياً عن بعد، صناع السياسات والخبراء لمناقشة سياسات الرعاية الصحية في ضوء انتشار وباء فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19".
وضمت الندوة العديد من الخبراء الذين حضروا عدد من الجلسات النقاشية المثمرة لتبادل الخبرات والآراء حول القيادة والتطوير المهني في قطاع الرعاية الصحية. ومن المقرر أن ينطلق الجزء الثاني من الندوة من 25 نوفمبر 2020 حتى 17 مارس 2021 ، حيث سيضم العديد من الجلسات التي سيتم تنظيمها كل أسبوعين.
ومن جهته، قال سعادة الدكتور علي بن سباع المري، الرئيس التنفيذي لكلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية: "يمر العالم بتحديات غير مسبوقة وتطورات سريعة دفعتنا إلى إعادة النظر في بعض ممارساتنا الحالية، مما يكشف عن الحاجة الملحة إلى تبني نهج أكثر استباقية يتنبأ بالأزمات ويطور الحلول المناسبة لها. وتلعب الندوة العالمية الافتراضية السادسة حول أبحاث الأنظمة والسياسات الصحية دوراً بارزاً في هذا المجال من خلال تبادل الخبرات والآراء التي ستساعد كافة الأطراف على اتخاذ خطوات عملية في المستقبل".
وأضاف سعادته: "تمثل الندوة فرصة مثالية لمناقشة التحديات الصحية التي تواجه بلدان منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط والعالم، وهي مناقشة أصبحت أكثر أهمية بسبب جائحة "كوفيد 19" التي لا تزال مستمرة في الانتشار في جميع أنحاء العالم. ونأمل أن نصل من خلال الندوة إلى حلول تستطيع رفد منظومة القطاع الصحي في العالم برؤية مستنيرة لتخفيف آثار تلك الجائحة وتعزيز جاهزية تلك القطاعات تجاه أية متغيرات في المستقبل".
جلسات
عقدت الجلسة العامة الأولى يوم الثلاثاء الموافق 10 نوفمبر 2020، تحت عنوان "القدرة على المحاسبة في الأنظمة الصحية الوطنية". وأدار الجلسة الدكتور فادي الجردلي أستاذ السياسة والإدارة الصحية في كلية العلوم الصحية في الجامعة الأميركية في بيروت. وضمت الجلسة كل من رايتشل كوبر مديرة مبادرة الصحة في منظمة الشفافية الدولية، والدكتورة إسبيرانزا سيرون فيلاكويران المدير التنفيذي للمكتب الكولومبي للإصابة بالأمراض غير المعدية، وآتي جاكلين دي جويا المدير التنفيذي للجنة حقوق الإنسان، ومحمد علي باتي مدير قطاع الممارسات العالمية للصحة والتغذية والسكان بالبنك الدولي، والدكتور أرونداتي جوشي الزميل في معهد دراسات التنمية.
كانت الشفافية هي الموضوع الرئيسي خلال مناقشات الجلسة العامة الأولى، حيث شدد المتحدثون على الدور الذي لعبته جائحة "كوفيد 19" في زيادة الوعي حول أهمية التعامل مع حالات الطوارئ ، فضلاً عن الحاجة إلى المساءلة في القطاع. واتفق الخبراء على مجموعة من الإجراءات التي لا غنى عنها للقطاع، وهي بناء شراكات تعاونية، وإشراك المجتمع، وضمان شفافية العمليات، وتعزيز القدرات، وتوعية القطاع بقضايا الفساد، وتمكين وسائل الإعلام.
تلى ذلك، الجلسة العامة الثانية التي عقدت الأربعاء 11 نوفمبر 2020، حيث انطلقت الجلسة تحت عنوان "إشراك القوى الاجتماعية والاقتصادية والبيئية: الاستجابة لصراع الانتقال السكاني وتغير المناخ". وضمت الجلسة الدكتور زاهد كاترجي الرئيس التنفيذي لشركة Action for Sama، ويلزكا كايافا الأستاذة في جامعة ميناس جيرايس الاتحادية في البرازيل، وﻛﻮﻟﻴﺜﺎ وﻳﻜﺮاﻣﺎﺟﻲ ﻣﻨﺴﻖ ﻋﺎﻟﻤﻲ ﻟﺒﺤﻮث اﻟﺼﺤﺔ وﻋﻠﻢ اﻷوﺑﺌﺔ ﻓﻲ ﺳﻴﺎق اﻟﻬﺠﺮة لدى اﻟﻤﻨﻈﻤﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻟﻠﻬﺠﺮة، وكريستي إل إيبي أستاذة الصحة العامة في جامعة واشنطن. وأدارت الجلسة البروفيسور باسكال ألوتي مدير المعهد الدولي للصحة العالمية التابع لجامعة الأمم المتحدة.
في الجلسة العامة الثانية، استعرض المتحدثون تأثير العوامل والتطورات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية على النظم الصحية. والخبرات العلمية الواسعة مع مختلف التحديات الصحية، كما قدم الخبراء نظرة ثاقبة تجاه العقبات التي يجب على السياسات الصحية التغلب عليها. وشمل ذلك إلقاء الضوء على المرفق الصحي الوحيد العامل في مدينة حلب السورية، ودوره خلال التحديات الكبيرة التي تواجهها الأنظمة الصحية في ظل الأزمة هناك، والتي نادراً ما يتم أخذها في عين الاعتبار من قبل هيئات التمويل، مثل الحاجة الماسة لإدراج البنية التحتية للسلامة والمأوى في أولويات التمويل.
ناقش المتحدثون أبحاث الأنظمة والسياسات الصحية بشكل شامل في سياق الهجرة. وأوضحوا أنه يوجد حالياً نحو 272 مليون مهاجر على مستوى العالم، وعلى الرغم من التقدم المحرز في النهوض بصحة المهاجرين، لا يزال هناك نقص في إدماج المهاجرين في النظم والبرامج الصحية. كما كان تأثير تغير المناخ على النظم الصحية ضمن أجندة الجلسة. استشهد الخبراء أيضاً بتقديرات تشير إلى أن أي وحدة إضافية لتغير المناخ ستزيد من عبء الأمراض، وتغير نطاقها الجغرافي، والمواسم التي تظهر فيها، وكذلك ستؤثر على كثافة انتقال الأمراض. استكشف الخبراء كذلك التفاوتات الصحية وعلاقتها بالاختلافات داخل المدن والمحددات الاجتماعية بناءً على نتائج الدراسات التي أجريت على حالات الاستشفاء والوفيات الناجمة عن فيروس كوفيد -19.
انطلقت الجلسة العامة الثالثة والأخيرة في الجزء الأول من الندوة، التي عقدت يوم الخميس 12 نوفمبر، تحت عنوان "إشراك التكنولوجيا والبيانات والابتكارات الاجتماعية"، وأدارها الدكتور سي أبيمبولا كبير المحاضرين في جامعة سيدني الأسترالية. جمعت الجلسة بين طبيب القلب الأمريكي الشهير إريك توبول، ودكتور كلوديا باغلياري المحاضر في الصحة الإلكترونية ومدير برنامج الصحة الإلكترونية العالمي في جامعة إدنبرة، ودكتور ضاري الحويل الأستاذ المساعد بجامعة الكويت، ودكتور روبين ويتاكر أستاذ مشارك في جامعة أوكلاند، ودكتور براتاب كومار، كبير المحاضرين في كلية إدارة الأعمال بجامعة ستراثمور.
أكد الخبراء في الجلسة أن التعلم العميق هو ثورة في الرعاية الصحية لكل من الأطباء والمرضى، مما يعزز الدقة ويمنح مقدمي الرعاية الصحية الأدوات لتحسين خدماتهم. أكد أعضاء الجلسة مجدداً أن التطورات في تقنيات الصحة الرقمية لا يمكن أن تحل محل الروابط البشرية، ودعوا إلى توافق في الآراء بشأن نظام تصنيف للذكاء الاصطناعي. لقد أشاروا إلى وجود "حاجة قوية" للأطر التنظيمية، لا سيما في البلدان منخفضة الموارد حيث تكون أنظمة الحوكمة أضعف، بالإضافة إلى أهمية تدريب القوى العاملة للاستفادة من الذكاء الاصطناعي، وتطوير نماذج الأعمال المستدامة، وإشراك المستهلكين وموظفي الخطوط الأمامية في تطوير أدوات الصحة المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
قال الدكتور إيمانويل أزاد مونيسار الأستاذ المشارك في علوم السياسات الصحية بكلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية: "من الضروري التأكد من أن الحلول المقترحة تناسب السياق وأنها شيء يريده الناس، وأنها تتكيف وتتناسب مع السياسات المحلية والمساءلة، وتركز على من هم في أمس الحاجة إليها. لقد اتفق الخبراء المشاركون على أهمية إعطاء المرضى مزيداً من التحكم في ما يتعلق بمعلوماتهم."
استقبلت الندوة العالمية السادسة حول أبحاث النظم والسياسات الصحية أكثر من 2269 من صناع القرار والخبراء والباحثين من أكثر من 107 دول حول العالم، لمناقشة التحديات الحالية التي تواجه بلدان منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، بما في ذلك التغيرات الديموغرافية والأوبئة، والصراعات الداخلية التي تؤثر بشكل كبير على الصحة والموارد. مع أجندة مليئة بالجلسات المتنوعة، ناقشت الندوة الاستجابات المحتملة لهذه التحديات من قطاعات متعددة، مع التركيز على أهمية تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
وقد حقق الحدث انتشاراً كبيراً، وجذب آلاف المتابعين من حول العالم، حيث حظي وسم الحدث (HSR2020#) بأكثر من 11 مليون تفاعل ما بين إعادة تغريد وإعجاب وتعليق على تغريدات الحدث من خلال الوسم. وكذلك حظي وسم شعار الحدث (ReimagineHealthSystems#) بـ 2.5 مليون تفاعل من جميع أنحاء العالم، وهو ما يعكس أهمية الحدث في مناقشة تحديات وحلول القطاعات الصحية في العالم، حرص المتخصصين والمتابعين من جميع دول العالم على المتابعة من أجل تبادل الآراء والنقاشات والخبرات حول هذا القطاع الحيوي الذي يضع صحة الناس على رأس الأولويات في ظل الظروف الاستثنائية الراهنة.
For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.