المركز الإعلامي
منتدى الإمارات للسياسات العامة
تحت رعاية كريمة من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، أعلنت كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، المؤسسة البحثية والتعليمية المتخصصة في السياسات العامة في العالم العربي، عن إطلاق "منتدى الإمارات للسياسات العامة" كمنصة حوارية عالمية جديدة ترفد صناع القرار والحكومات في دولة الإمارات ودول المنطقة بمقترحات عملية تصب في صالح بناء مجتمعات المستقبل من خلال فتح الباب أمام مناقشة علمية تشترك فيها القيادات الحكومية والنخب الأكاديمية والخبراء من شتى دول العالم.
وينعقد المنتدى يومي 12 و13 مارس المقبل في مركز دبي التجاري العالمي، وقد جرى تخصيص الدورة الأولى من المنتدى التي تتخذ شعار "التوجهات المستقبلية لسياسات التعليم"، لمناقشة قضايا التعليم الملحة كتطوير المنظومة التعليمية بما ينسجم مع التوجهات العالمية في توظيف التكنولوجيا والابتكار وتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، والخروج بتوصيات تخدم المشهد التعليمي في الإمارات والمنطقة.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقد في مقر الكلية في دبي، بحضور كل من معالي حميد محمد القطامي، رئيس مجلس أمناء كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، وسعادة الدكتور علي بن سباع المري، الرئيس التنفيذي للكلية، والبروفيسور رائد العواملة عميد الكلية، وأعضاء هيئة التدريس.
وبهذه المناسبة، قال معالي حميد القطامي: "من منطلق وعينا أن العالم يتغير بوتيرة متسارعة تحتاج منا إلى مواكبته بل واستشرافه وفقاً لتوجهات حكومتنا الرشيدة، فقد بات مُلحاً إيجاد أرضية مشتركة تجمع الخبرات المحلية والإقليمية والعالمية لبلورة وصياغة سياسات عامة تقود إلى بناء مجتمعات المستقبل بكل تفاصيلها الاقتصادية والاجتماعية والتقنية. وفي هذا الإطار تم إطلاق منتدى الإمارات للسياسات العامة ليكون منصة علمية تجمع النخب العالمية في شتى المجالات ويفتح المجال أمامها لتبدع وتبتكر لنصل إلى صياغة سياسات فاعلة، إيجابية ومؤثرة تحقق تفوق نوعي في شتى المجالات والأصعدة، ليس فقط لدولة الإمارات وإنما للمنطقة ككل".
من جهة أخرى، أكد سعادة الدكتور علي بن سباع المري أن اختيار التعليم ليكون باكورة الموضوعات التي يناقشها المنتدى يأتي استناداً إلى ما يمثله التعليم من أهمية قصوى على سلم أولويات بناء الشعوب والمجتمعات الناضجة القادرة على قيادة دفة المستقبل.
وقال: "إن اختيارنا للتعليم كموضوع رئيسي للنسخة الأولى من "منتدى الأمارات للسياسات العامة" لم يأت من فراغ، فقد استند اختيارنا هذا إلى دراسة معمقة لتوجهات الحكومة الرشيدة في الإمارات، وإلى أبحاث أكاديمية مرموقة وبيانات وإحصاءات تفيد بأن التعليم يأتي على رأس سلم الأولويات لدى الحكومة الإماراتية وحكومات المنطقة على حدٍ سواء".
وأضاف: "ستقود المنتدى نخبة من الشخصيات تضم عدداً من القيادات الحكومية في دولة الإمارات، بالإضافة إلى مختصين بالتعليم والقضايا ذات الصلة من مؤسسات ومراكز بحثية وجامعات محلية وعالمية لها ثقلها الأكاديمي والعلمي كجامعة أكسفورد وجامعة سنغافورة الوطنية وجامعة سيدني إلى جانب عدد من قيادات القطاع الخاص في مجال التعليم".
واختتم: "نطمح إلى أن تشكل مخرجات وتوصيات الدورة الأولى لمنتدى الإمارات للسياسات العامة مرجعاً مُعتمداً لرسم السياسات التعليمية المستقبلية، واكتشاف مواطن القوة وتعزيزها في المنظومة التعليمية ومواطن الضعف وعلاجها وبالتالي الوصول إلى الممارسات التعليمية الأمثل".
الدكتورة راكيل وارنر، أستاذ مساعد بكلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية: "من أهم أهداف المنتدى أن يعمل كمنصة تجمع نخب من الخبراء وصناع القرار لإجراء حوارات ونقاشات من شأنها التأثير على إصلاح المظومة التعليمية في الدولة والمنطقة وتفعيل سياسات عامة قادرة على مواكبة التوجهات العالمية في مجالات كالتكنولوجيا والابتكار. كما من المخطط له أن يتم التركيز على سبل تشجيع وتعزيز ثقافة الابتكار من خلال إنشاء بنية تحتية بالإضافة إلى دعم القدرة الذاتية للطلبة من أجل الوصول إلى جيل مبتكِر وقادر على التفاعل مع تحديات المستقبل".
يأتي في مقدمة شركاء المنتدى جائزة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء الحكومي المتميز، ووزارة التربية والتعليم، والأرشيف الوطني، إلى جانب هيئة المعرفة بدبي بالإضافة إلى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وكامبريدج للتعليم ومجموعة جيمس للتعليم. ومن المتوقع أن توفر هذه الشراكات قاعدة معرفية شاملة حول واقع التعليم وآفاقه وتساهم في حشد الطاقات ضمن إطار جماعي يتخطى العمل الفردي وصولاً إلى إرساء منظومة تعليمية متكاملة تحقق الهدف المنشود بتحويل الإمارات إلى وجهة عالمية للتعليم عالي الجودة.
ونظراً لأن موضوع التعليم شديد التعقيد ويطال بأثره شرائح مجتمعية متنوعة، فقد تم توجيه النقاشات والتحليلات ضمن المنتدى لتشمل 6 محاور غاية في الأهمية بالنسبة للقطاع التعليمي، وهي الشراكة مع القطاع الخاص في مجال التعليم بما يضمن انسجام الجهود التعليمية الحكومية والخاصة وتضافرها لتحقيق نقلة نوعية تنعكس آثارها في مخرجٍ تعليمي يلائم حاجة الواقع ويسهم في إعداد أجيال قادرة على قيادة المستقبل ومواجهة تحدياته.
كما يبرز بناء الكفاءات في التعليم كأولوية قصوى ومحور هام يتطلب من الخبراء والمعنيين وضع أسس صحيحة كفيلة بالتركيز على النوعية قبل الكم، وإعطاء الأولوية لبناء الإنسان المسلح بالأدوات الموضوعية القادرة على خلق شخصية مهنية مؤثرة في محيطها. وفي إطار الحديث عن الكفاءات لا يمكن التغاضي عن معايير التميز العالمية بوصفها أحد المقومات الأساسية لأي نظام تعليمي ناجح في العالم حيث يجري طرح هذا المحور بقوة على طاولة البحث في المنتدى، حيث كان هذا المحور ولا يزال دستور عمل القطاع التعليمي في دولة الإمارات، والتي شهدت نقلة نوعية في التعليم أكد عليها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي "رعاه الله" خلال حديثه إلى القمة العالمية للحكومات قبل أيام عندما قال: "كنا 40 خريجاً جامعياً فقط عند قيام الاتحاد، واليوم لدينا في الإمارات 77 جامعة تخرج عشرات الآلاف من الطلبة".
وتبقى التكنولوجيا والابتكار العنصر الأبرز في نهوض أي نظام تعليمي وحجر الأساس لتعليم مستدام، لذا يكتسب هذا المحور ضمن أجندة نقاش المؤتمرين أهمية خاصة نظراً لدوره الحيوي والهام في استشراف التغيرات التي ستطرأ على التعليم مستقبلاً. أما المحور السادس والأخير فهو فعالية الإصلاحات في التعليم الأمر الذي من شأنه تقنين أي إصلاحات مستقبلية في مجال التعليم ووضعها على المسار الصحيح وفي سياقها الطبيعي، فضلاً عن إعطائها زخماً كبيراً بحيث تغدو قادرة على مواكبة التطورات المتلاحقة.
وقد جرى تخصيص جائزة تشمل ثلاث فئات لتوسيع دائرة المشاركة وإثراء مخرجات المنتدى، وتتمثل هذه الفئات في: أفضل دراسة حالة، وأفضل ورقة عمل، وأفضل نشرة (ملصق علمي).
ومن بين الفعاليات الأخرى التي يتضمنها المنتدى معرض التعليم، والذي ينصب التركيز فيه على محاولة رسم صورة أكبر للتعليم يكون فيها استشراف المستقبل نقطة جوهرية ومحطة هامة تتيح للمشاركين الخروج بمقترحات وتوصيات تحاكي المستقبل عبر المواضيع الأكاديمية المرتبطة بالآفاق المستقبلية لسياسات التعليم، أما متحف التعليم فهو إضاءة شاملة تجسد كافة معطيات العملية التعليمية وتطورها عبر المراحل المختلفة. ويضم المنتدى أيضاً جداراً للمعلومات المصورة (الإنفوجرافيك) يلقي الضوء على أبرز محطات التعليم وكافة القضايا المرتبطة به بلغة الأرقام.
يُذكر أن المشاركات في المنتدى وصلت إلى 16 ورقة عمل أكاديمية ودراسة حالة، إضافة إلى 15 نشرة علمية تتطرق في مجملها إلى إرساء دعائم متينة لسياسات تعليمية فاعلة ومؤثرة، تحقق أهداف هذا المنتدى العالمي الذي يطمح إلى الارتقاء بالواقع الحالي لمجتمعات المنطقة والأخذ بيدها نحو المستقبل من خلال بوابة التعليم.
يُشار إلى أن فعاليات المنتدى تنطلق في قاعة الشيخ مكتوم في مركز دبي الجاري العالمي على مدار يومين (12 – 13 ) مارس 2017، حيث يمكن للمهتمين والراغبين بالمشاركة التسجيل عبر الموقع الإلكتروني للمنتدى: www.uaepublicpolicyforum.ae/
For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.